كيف تشجعين طفلك على الصدق والصراحة؟

في حال اتجه طفلك إلى الكذب، تجنبي نعته بـ "الكاذب"، وذلك لتجنب تحفيزه على اتخاذ موقف الدفاع. ومع مرور الوقت، قد يبدأ طفلك بالتطبع بتصنيف "الكاذب". وعوضاً عن ذلك، أخبريه بأنك تكرهين الكذب، إلا أنك ما زلتي تحبيه.

في حال كنتي تعرفين أن طفلك لم يقم بترتيب غرفته بعد، لا تسأليه إن كان فعل. لأن سؤالك قد يكون دافعه للكذب. وعوضاً عن ذلك، قولي شيئاً كـ "أرجوك أرني غرفتك بعد أن تنتهي من ترتيبها". والأمر ذاته إن كنت تعرفين أنه يكذب، لا تسأليه إن كان يفعل، لأن ذلك قد يدفعه إلى "زيادة الطين بلة".

العقاب يقابله المكافأة، لذا عند تصرف طفلك بالطريقة السليمة، سارعي إلى مكافأته ولو بشكل بسيط، وذلك لتشجيعه على تكرار الأمر.

حاولي أن تتفهمي أن واجبات طفلك بالنسبة لك ليست مهمة أو كافية لجعله يتهرب من تأديتها عن طريق الكذب، إلا أنها كبيرة وصعبة بالنسبة له. لذلك حاولي أن تعملي مع طفلك على إنجاز ما يتطلب إنجازه عبر محاولة تخفيف الضغط عنه.

عند وقوع طفلك في الخطأ، لا تذكريه بأفعاله المماثلة الماضية، لأن ذلك يشد انتباهه إلى قراراته الخاطئة فقط، من دون الصائبة.

تتبعي الأسباب التي دفعت طفلك للكذب، فإن كان قد حاول الغش في امتحان ما، حاولي أن تعرفي ما الذي دفعه إلى ذلك، أكان عدم التحضير للامتحان، أو عدو الفهم؟ وعالجي هذه الأسباب عن طريق النقاش وليس التأنيب فقط.

الكذب الأبيض هو الكذب غير المؤذي عادة، إلا أنه لا يجب أن يكون مغفوراً. لذا لا تتناسي كذباته البسيطة، أو تتجاوزيها، بل عامليها معاملة الكذبة الكبيرة، وذلك لمعالجة المشكلة، إن كانت موجودة، من جذورها.

حاولي تعليم طفلك أن الكذب لا يجدي ولا ينفع، وأن "حبل الكذب قصير" ولا بد أن يكشف ولو بعد حين. مثال: إن قام طفلك بكسر زجاج النافذة بكرته، وحاول نكران الأمر، أرغميه على مساعدتك في تنظيف الأرض من الزجاج، هذا سيعلمه أن الكذب لم يجنبه عواقب فعلته.

أخيراً، والأهم. كوني أنت القدوة الحسنة لطفلك، وتذكري أن الأطفال يميلون إلى تقليد أفعال والديهم قبل أي شخص آخر، لذا تجنبي ما لا تريدين لطفلك أن يتعلمه.